ماهي الذكريات؟
هي جمع ذكرى، والذكرى عبارة عن مجموعة من المواقف والصور والتجارب والمشاعر الماضية، وقد تكون أكثر من ذلك، تحتفظ بها الذاكرة وتسترجعها لاستخدامها في الحاضر.
كيف تتكون الذكرى؟
إن العقل في طبيعته يعمل على عدة مراحل لتكوين الذكرى كما ذكر العلماء أنها ثلاثة مراحل، أولاً: مرحلة ترميز المعلومة أو الصورة وجعلها مرتبطة أكثر. ثانياً: مرحلة حفظ وتخزين الذكرى. ثالثاً: استرجاعها عند الحاجة. ثم إن الذكرى قد تحمل أنواعاً متعددة لا تقتصر على الصور، بل قد تكون صوتاً أو رائحة أو حتى إحساساً شعرنا به.
استرجاعٌ بسيط..
إن الذكرى عزيزةٌ على الإنسان وهي تعد من أعظم النعم وأثمنها على الإطلاق، وإن الحنين للمكان أو للأشخاص شيءٌ طبيعي وفطري. فقد تغنى الشعراء في الذكريات كثيراً وبكوا على الماضي والشباب والأيام الخوالي، فالذكريات تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا بحلوها ومرها ففي كلا الحالتين قد نبكي يوماً أو يعتصر القلب شوقاً. قد تمر على مسامعك أغنيةً تثير غبار ذكرى قديمة، أو تشم رائحةً تعيدك لوقتٍ مضى عليه الكثير وقد تتذوق كعكاً يشبه الكعك الذي يصنعه شخصٌ عزيز بمهارةٍ وأسلوبٍ خاصٍ به، إن ما نعيشه اليوم سوف يصبح غداً مجرد ذكرى وهذا ما يدعوني إلى أن أتفكر دوماً في أي لحظة سلام أو لحظةٍ سعيدة مؤكد سوف أحن لها، لذا أحاول جاهدةً أن أكوّن ذكرى جميلة أسعد بها وتكون غداً مؤنستي، فالروتين الذي مللته ستذكره بحذافيره مجرد حدوث تغيير بسيط كتغيير المنزل أو حتى البعد عنه مؤقتاً.
تساهم الذكرى من وجهة نظري بتشكيل حياتنا بشكلٍ كبير سواءً رغبنا بذلك أم لا، لذلك أنت في داخلك تعرف جيداً الموقف الذي غيّرك، تتذكره بكل تفاصيله، حتى لو أظهرت غير ذلك أو تجاهلته لا شك أنه محفور في عقلك مهما كان. ستظل تقلبه في عقلك مراراً وتكراراً، إن كانت الذكرى سيئة سوف تحاول عدم تكرارها أو الحديث عنها وقد تنكرها أيضاً، بالمقابل لو كانت من الذكرى المفضلة ستشحن نفسك بالإيجابية وتتنفس بعدها فهي معينةٌ لك على إكمال الطريق كما أنها تُربِّت على روحك قبل كتفك في الأيام الصعبة، وقد تحاول إعادتها وإحياءها لو تسنى لك ذلك.
من القلب..
من وجهة نظري أن الوالدين يلعبان الدور الأكبر والأعظم في نوع الذكرى، فالطفل لا يعرف شيئاً إلا أن يكون بينهما في كل تفاصيله، وفي المقابل الجميع يعلم بأنهما قد يتذكران عنك أشياء لا يمكن لأحدٍ أن يتذكرها أو حتى يلاحظها. لذلك أشعر بأن على الوالدين أن يتشاركا بصناعة ذكرى جميلة لطفلهما فهي سترسخ في ذهنه حتى المشيب وهي أساس تكوين شخصيته، وستكون حديثه مع نفسه كلما استراح ومع الناس كلما جاء حديث.
تحرر من سجنها..
إذا كنت أسيرًا للذكريات، وتسترجعها بسهولة وتجعلها تؤثر على سير يومك وتعيق من تقدّمك، فعليك أن تعلم تماماً أنها ليست سوى ذكرى، والذكرى لن تعود ولن تسمن أو تغني من جوع. فالذكرى الحزينة قد تُشعرك بالإحباط وتستنفد طاقتك، وهذا ما لا يجب للإنسان أن يتعلّق به ويعيره اهتمام، فعليك أن تنظر لها بنظرةٍ أخرى وتتعلم منها الدروس الكثيرة وأن تحمد الله مهما حدث.
أجمل ما قيل..
بكيتُ على الشباب بدمعِ عيني
فــلـم يُــغـنِ الـبُـكـاءُ ولا الـنّـحيبُ
فـيا أسـفاً أسـفتُ عـلى شـبابٍ
نـعـاهُ الـشيبُ والـرأسُ الـخضيبُ
عَـريتُ مـنَ الـشبابِ وكـنتُ غضاً
كـمـا يـعرى مـن الـورق الـقَضيبُ
فــيـا لـيـتَ الـشـباب يـعُـودُ يـومـاً
فــأُخـبـرهُ بــمـا فــعـل الـمـشـيبُ
أبو العتاهية.