الرئيسية

لماذا أكتب؟

قيل: “من رحم المعاناة يولد الأمل” وأنا بطريقتي أقول أن من رحم الذكريات والمواقف وحتى العقبات الصغيرة تولد الكتابة المبدعة والنصوص المرهفة.

منذ المراهقة سخّرت كل مالدي بكل سرية كل ما أرهقني ، دونته كتابةً، لم تكن إبداعاً ولكن في حينها كانت أعجوبة، لم أستطع نسيان ثناء صديقاتي على خربشاتٍ بين الحصص، وتزايد النبضات عند قراءتها، لقد سطّرتها وحاولت الاستمرار بصقلها بدروس التعبير والقراءة الجهرية والإلقاء والنحو و حفظ الأبيات الأدبية التي لامست روحي، فهمت باكراً ماقد يكون ملكي أو على الأقل أجيده، وجدت في الكتابة بكافة مراحلي السلوان والنجوى حتى وإن كانت سخافاتٍ عابرة، غلفتها بإحكام حتى لا أعود لذكرياتي رغم أنها جميلة لكنها تخجلني لركاكة أسلوبي الصغير، على الرغم من ذلك أعلم جيداً أن روحي ستحنّ جداً وقد أذرف الدموع سريعاً وقد لا أعود بعدها على طبيعتي ليومين أو أكثر ، لبساطة الأمور في تلك الأعوام ، لقد دفنت مايكفي منها وحان الوقت لنفض الغبار عمّا أحب والإفصاح بكل كلمة والبوح بما في الخاطر بهدفٍ ودون هدف، لقد أدركت وأرى ذلك أمامي يقيناً أن الأيام على هذه الدنيا معدودة وأنا أرغب بشدة في تثبيت حروفي بها لعل يوماً تكون أُنساً لمن يهوى قراءة أياً كان.