
قررت حين بدأت هذا القسم من المدونة، أن مشاهدتي لفيلم كالذي اخترته، مجرد تأمل وترويح عن النفس، وأن أتابع القصة كما يجب أن تُرى، دون أن أترك في داخلي أحكاماً وأضداد، على الرغم من وجود الكثير في الثقافة الغربية يعد غير مقبولاً، ومعاكساً لما أحب واعتقد، ولكن حديثي عن الدراما والحبكة والقصة واختيار الممثلين وماهي الفكرة التي تدور حولها الأحداث وبماذا أوحت لي.
عند بحثي عن فيلم وقبل أن أقرر أن اعطيه انتباهي الكامل أحرص دائماً على انتقاء أفلام من حقبة التسعينات فهي تتميز بجمال الألوان والموسيقى وانتقاء الأماكن اللطيفة، بل وتتميز بقصص مختلفة، وتعطي حنيناً للمشاهد ربما لأشياء لم يسبق أن شاهدها، وأشياء لم يعشها، تحديداً أفلام “جوليا روبرتس” تتميز دائماً بتلك الروح الخفيفة والقصة اللطيفة كما أنها تجعل المشاهد يصبح قريباً منها دون تكلف أو مبالغة بالأداء والمظهر.
في الفيلم الصادر عام 1997م وفي هذه القصة ربما وجدتُ “جوليا روبرتس” لأول مرة بهذه الانانية في دور “جوليان” حيث إنها اكتشفت متأخراً أنها تحب الشخص الذي لازمته 9 أعوام قبيل زفافه بالمرأة التي اختارها قلبه، مع الحيل العديدة التي قامت بها حتى تفسد تلك الليلة ورغم ثقة الجميع بها، إلا أنها حتى أخر لحظة كانت متمسكة بأملها في أن يلغي “مايكل” زفافه لأجلها، وأعلنت حبها له قبل الزفاف بساعات، وعلى الرغم من عدم مبادلته للمشاعر إلا انها أصرت على التعلق به وحاولت بشتى الطرق أيهام الجميع بعيوب الطرفين لكن باءت محاولاتها بالفشل، ثم استسلمت في نهاية المطاف واعتذرت وتركت الأقدار تمضي ورضت بما قسم لها.
المشهد المفضل:
مشهد الغناء الجماعي في المطعم (I Say A Little Prayer) تناغم وإبداع لا منتهي، والمشهد الآخر غناء “كيمبرلي” في حانة الكار يوكي ممتعاً وغير متوقع.
يعد الفيلم بسيطاً للحد الذي يجعلك مندمجاً وتفكر ماذا لو كنتَ مكان “جوليان” أو “مايكل” أو “كيمبرلي”؟
يلامس الفيلم المشاعر ويعبر عن الحزن الكامن في روح “جوليان” والمكابرة والاعترافات المتأخرة التي تأتي محملة بالمشكلات لأطراف عدة، إن الفيلم لا يحكي قصة عاطفية فقط، بل يتحدث عن التوقيت وعن الخسارة والسلام الداخلي والرضا والفرح للجميع، ولأول مرة أشعر بالرضا عن النهاية غير المتوقعة، “جوليان” لم تحقق ما جاءت لشيكاغو من أجله، حتى بعد اعترافها عاد مايكل بكل شهامة لما وعد خطيبته “كيمبرلي” به.