– أمنيات في مهب الريح؟
في كل زاوية من عقلك هناك أمنية تضعها أمامك على الدوام، توشك الإقتراب منها لكنها أمنية لا تتحقق، ليس لأنك لا تستحق، بل لأنها غير مكتوبة، لم يكن من نصيبك حدوثها، لكنها حدثت بشكل سريع مع غيرك، مع صديقك في العمل، مع قريبك من جهة أخرى، وهذا هو الخير كله، لقد اقتنعتُ بذلك، الخير كله في المنع قبل العطاء من الله، والرضا هو سيد الموقف والاقتناع هو من يهذبك.

– أشخاص رحلوا؟
قد يخطر على بالك بين الحين والآخر ذلك الشخص الذي لم تعد تعرف أخباره، لقد اختفى منذ سنين دون سبب واضح، وتقطعت السبل رغم أنها قد تكون موجودة، وقد تكون أنت السبب، لا بأس فذلك أفضل من لقاء باهت، أفضل من مجاملة، وأكثر راحة من حكاياتٍ مزيفة، ليس بسبب كره أو مشكلة، البعض يأتي هكذا وقد نرحل دون سبب واضح، بلا قصة بلا وداع.
– أنت أكثر مما تتصور، لا تفقد نفسك.
وأنت أساس الأمرين السابقين، وأكثر مما تظن نفسك، أنت قوي للحد الذي لا تتوقعه، كم من عاصفة ألمت بك وعدت بعدها أقوى، كم من أمر قدرتَ على كتمانه خوفاً من ضيق من تحب؟ لازلت تجاهد نفسك لتصبح أفضل، وذلك الضعف والخوف الذي في داخلك لا بأس أن يكون موجوداً فلا بشرٌ كامل ولا أحدٌ بلا هموم.
– الكثير الكثير من الأشياء التي ذهبت بلا رجعة، وبعضها حضرت بلا ميعاد واختفت كسراب، تلك هي الحياة وتلك هي اختباراتها، والقوة في عدم التمسك الشديد بكل أمر، والإدراك بأن التخلي أحياناً يعطي المجال لما هو أجمل، لما هو أنقى، وما هو يشبهك تماماً ويناسبك، صدقني ما ذهب منك لم يكن لك، لم يكن مقدراً، ما إن تصل للرضا مع كل أمر، ستصغر في عينك كل الأشياء وستتوقف عن اللهث ورائها، ستكون بنظرك معظمها أشياء عادية.